سينما عن قرب Cinema, So Close

٢٠٠٩/٠٤/١٠

و أخيراً جاء الوقت لعرض فيلم " المصارع" (The Wrestler) في صالات العرض ببيروت بعد تأخره بعض الشيء . لعل الموزع فضل التريث قليلاً قبل عرضه أم أن عملية الحصول على عرض الفيلم تأتي ضمن أولوية العروض. على كل حال ، يبقى العرض في صالة السينما من أجمل اللحظات التي استمتع فيها و خصوصاً اذا كانت الكراسي مريحة و صالة العرض مجهزة بتقنية الصوت و الشاشة ذات الحجم الكبير . و أهم شيء ابتعاد المتحذلقين و المثرثرين ( وحتى لا ننسى اجهزتهم الخليوية التي أكره و جودها بشدة في صالة العرض) اثناء عرض الفيلم .
مشاهدة اي فيلم في صالة العرض محكومة بطقوس على الجميع احترامها و هي كممارسة التأمل على ايقاع موسيقى هادئة تأخذك بعيداً عن عالمك لبرهة من الزمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سينمات و أجيال

منذ صغره تأثر صانع الدمى المتحركة ، كيهاشيرو كاواموتو (Kihachiro Kawamoto)، بأسلوب التشيكي جيري ترنكا (Jiri Trnka)، الذي كان يقود واحدة من أهم المدارس في العالم في فن تحريك الدمى و صناعة قصص تسلب عقول الكبار قبل الصغار. مرت سنوات قبل أن يلتحق كاواموتو في صفوف ترنكا و ينهال من تعاليمه. عاد من بعدها الى اليابان متسلحاً بتعاليم استاذه ، الذي كان يكتب سيناريوهات أفلامه القصيرة بنفسه. و بما أن الثقافة اليابانية كانت ولا تزال زاخرة، اقتبس كاواموتو من جذورها و بدأ بتحقيق سلسلة مستقلة من الافلام القصيرة للدمى المتحركة و التي ما لبثت أن لفتت الانتباه اليه و لأعماله، و قيل آنذاك: " ها، أن فناناً قد ولد!".

ففي سنة 1968 جاء أول شريط له متأثراً بالاعمال الاسطورية لمسرح الكبوكي تحت عنوان "تكسير الغصون غير مسموح" (Breaking of Branches is Forbidden). و تبعه بمجوعة من الافلام المتحركة منها "الشيطان" The Demon ، "المعبد" (Temple)، و "بيت الحريق" (House of Flame). هذا و قد عرفت أعماله الاستحسان الكبير على شاشات التلفزة اليابانية و التي جاءت كسلسلة مقتبسة من الادب الصيني تحت عنوان "رومانسية المملكات الثلاثة" (Romance of the Three Kingdoms) .

من أعماله الطويلة "رينيو و أمه" (Rennyo and His Mother) لسنة 1981، تبعها في 2005 بشريط " كتاب الموتى " (The Book of the Dead) الذي جاء شبيهاً بتلك الاعمال الخالدة للمخرج الكبير أكيرا كوروساوا (Akira Kurosawa).

الا أن أعمال كاواموتو نادراً ما حظيت بالشهرة العالمية خارج اليابان، الا بالطبع من بعض المهرجانات التي سعت لعرض أعماله لكنها بقيت ضمن الدائرة الضيقة. و على عكس من مواطنيه ميازاكي و كاتسوهيرو أوتومو ، اللذان حققا شهرة على نطاق واسع نظراً لاعتمادهما على احاسيس تربط مابين نصوص يابانية و أخرى غربية ، في حين أن كاواموتو بقي متشبثاً بنصوصه التقليدية الراسخة في الميثولوجية اليابانية. فقد عالج نصوصه تلك باسلوب شاعري ، دافيء، ، مستوحى من الكوبيوكي المسرحي المنغمس في التشعبات التاريخية.