٢٠٠٩/١١/٢٦

٣ محاولات جادة لتسويق فيلم قصير


اذاً الكثير من الافلام القصيرة اليوم ، سواءاً كانت روائية أو وثائقية أو حتى تجريبية ، ما أن يتم عرضها في المهرجانات السينمائية حتى تذهب من بعدها الى الرفوف و تصبح مغناطيساً للغبار، أما بعضها قد يحالفه الحظ و يتم جمعه مع أفلام أخرى ضمن باقة متنوعة على أقراص مدمجة تباع في الاسواق. شاشات التلفزة لا تجدها مادة تسويقية و يمر أنف المشتري عنها من دون أن تجذبه رائحتها. و أنا هنا لا أتكلم عن السوق العربية ، الميتة أصلاً .

يحدث في هذا العالم أن الموزعين غير موجودين و ان تواجدوا فهم قلة يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة و هم متواجدون بحثاً عن أفلام طويلة روائية و نادراً جداً ما يجدوا الوثائقي الحقيقي ذو قيمة. ويمكن اختصار الاسباب تلك بما يلي :
- الثقافة غير متداولة بين العامة و هي محدودة بين النخب و المهتمين بذلك النوع من السينما.
- الافلام الوثائقية حقيقية و هي مزعجة للانظمة العربية الفائقة الديموقراطية !
- الربح السريع و ثقافة السوق تتحكم بجيبة الاداريين .
- الغيرة ، النكد و عدم تقبل الآخر مسيطرة بشكل لاإرادي على العقول ، و هي خطيرة .

لكن ما هي البدائل (حتى لا نقع في تكرار المعوقات التي " هي كالهم على القلب ") ؟ أحد البدائل يكمن هنا في الشبكة العنكبوتية . هناك عدد لا بأس به من البلاتفورمز أو المواقع التى تعرض أفلام متنوعة و قصيرة الطول مقابل اشتراكات مالية ( لا أتحدث هنا عن اليو تيوب أو أي من مواقع الفيديو المجانية ) . يأتيها الزائر من أنحاء العالم ليشاهد أفلام تتماشى مع رغباته و هناك باحثيين و أكاديميين قد يعنيهم فيلمك و عليه فهنالك اشتراك مالي اما شهري ، اسبوعي ، أو مقابل كل فيلم . يتم اقتسام ارباح المبيعات الى النصف ، أصحاب الموقع يحتسبوا نصفاً من الربح و للمخرج (أو صاحب حقوق العرض بما فيها موزع الفيلم ان وُجد) النصف الآخر. في نهاية الربع الاول ، أول نهاية السنة ، قد يحتسب مبلغ لا بأس به و قد يأتي أقل من المتوقع. المحاولة أفضل من لا شيء و خصوصاً أن الفيلم يتم عرضه بنسخة جيدة من دون تحميل ، وهذا بالطبع يرّجع الى جودة النسخة المرسلة الى أصحاب الموقع. و هناك تعاليم يجب اتباعها قبل ارسال نسخة الفيلم ... كتخليص حقوق العرض و الموسيقى المستعملة في الفيلم ، ان وجدت ، و أمور أخرى يجب الانتباه اليها... و عندما يصبح الفيلم جاهزاً للعرض ما هي الا كبسة " بلاي" تفصل بينك و بين المشاهدين من أصقاع العالم ، و هذا بالطبع يعتمد على قوة فيلمك في نهاية المطاف.


هناك بديل آخر ، ان تعذر امر ايجاد موزع لفيلمك، فعليك القيام بمجهود اضافي بنفسك ... و هي أن ترسل الفيلم للمشاركة بسوق المهرجانات السينمائية التي تستقطب عدد كبير من المهتمين و الموزعين الذين قد يجدوا فيلمك مناسب لارفاقه ضمن اهتماتهم من تلك السوق . العديد من المهرجانات الدولية و لدي ارسال طلب مشاركة الفيلم تخصص حيزاً لسؤال منتج الفيلم ان كان يود مشاركة الفيلم ، في حال قبوله أو عدم قبوله، في سوق المهرجان . تلك المهرجانات تشترط مبالغ مالية مقابل مشاركته و بعضها الآخر لاتطلب أي مبلغ ما دام الفيلم قد تم ارساله . و هذا بالطبع جيد ، لأن الفيلم يتم اعداده في كتالوغ السوق و يبقى متوفراً لمن يرغب بمشاهدته . و يتم الاحتفاظ بنسخة من الفيلم في أرشيف المهرجان من سنة الى أخرى . فالمهرجان يؤدي بذلك خدمة مهمة للمخرجيين بعرض أفلامهم و تسويقها و الاهتمام بحضورها الاعلامي . و المواد المرفقة كالبوستر و الكروت الموزعة عن الفيلم تساعد كثيراً في لفت الانتباه للفيلم .

أما ان فاتك كل ذالك و قد توافر مبلغ لا بأس به في حسابك المصرفي ، قبل أن تقرر الذهاب للبحث عن تلك الوظيفة اللعينة التي تغطي مغامراتك ، عليك ايجاد من يوضب لك فيلمك في معلب ديفي دي لائق مع تصميم جيد و نسخ معقولة ، وقم بدور الموزع لفيلمك على محلات بيع الافلام و المواد الثقافية . و هذا بدوره كافي ، على الاقل ، لاسترداد بعض المبالغ المصروفة من هنا و هناك ... و طبعاً كله يتوقف على كمية النسخ المباعة !

اخيراً ، لا تيأس و تذكر أن اليأس هو عدوك اللدود ، و عليك أن تتغلب عليه بالاصرار على تكفية مشوارك الى النهاية. الطريق ليست معبدة بالورود و القبل و قد يكون النفق مظلماً و ما لا نهاية . نعم ، الحياة معقدة و مليئة بالخيبات و في نفس الوقت قد تكن جميلة ( لا دولشي فيتا) و كذلك قد يأتي فيلمك الاول بالفشل و يكرهه الجميع ، أو العكس صحيح . و لكن قد تتغير رُأيّتك و يأتي فيلمك الثاني أجمل و الثالث كذلك .

ليست هناك تعليقات: