٢٠٠٩/١٢/١٨

حدث أنني في فترة الثمانينات كنت من الشغوفين بحلقات المخرج العبقري ألفرد هيتشكوك " Hitchcock Presents" ، القصص متنوعة في كل حلقة و جميعها مليئة بالمفاجئات و اللالغاز . المشاهد يتابع مجريات الاحداث الى النهاية التي تأتي خاتمتها معاكسة لكل توقعاته (هل لان البشر يبنوا توقعاتهم كنتيجة طبيعية لمكتسبات واقعهم ؟ ) و صادمة أحياناً.

واحدة من الحلقات التي أذكرها تدور حول قاتل متجول أرعب المدينة بأسرها و بقي الشغل الشاغل لوسائل الاعلام و حديث الناس ، الى أن نأتي لتلك السيدة التي تسكن بمفردها ، وقد انكبت بالبحث عن ذلك الشخص الذي تريد أن تثق به كفاية لتغير قفل منزلها. تلتقي بعدد من الاشخاص لكنهم يثيرون لديها الشكوك و الريبة الى أن تلتقي بشخص ظريف يساعدها على جلب فاتح الاقفال و لكن المفاجئة التي لا تأتي ببالها، و ببالنا أيضاً ، أن ذلك الظريف هو القاتل المتخفي.


على العموم ، هناك الفنان السويسري تومس أوت Thomas Ott المشهور برسومه الصورية comics، و من أعماله ما يشبه لحدً ما ما ذكرته سابقاً عن حلقات هيتشكوك التشويقية ( أو تلك الحلقات المشهورة لمسلسل "Tales from the Crept" ). قصصه غاية في الغرابة بحيث أنها خالية تماماً من الحوار و معتمدة كلياً على الصور المتسلسلة للاحداث . الرسوم بالابيض و الاسود تأتي كدلالة على قساوة الحياة و سوداويتها و كذلك للشخوص الذين يعيشونها ، هم انتهازيين بطبيعتهم ، الغرابة تتحكم بطباعهم و العنف وسيلتهم . لا وجود هنا للخيرين ، بل أن الشر متحكم بالخيرين أيضاً. الكادر الذي يضم الحدث مأخوذ بزوايا متدرجة - و كأنها رسومات مرسومة على ألواح لفيلم يراد تصويره - بحيث يطغي الظلال على الوجوه و تبدو قاسية و مذنبة و قد تحمل تلك الزاويا المأخوذة من الاعلى ، و من الاسفل ، أبعاداً مختلفة : كذلك الرجل الذي يسير في رواق مظلم و يبدو أنه يخفي شيئاً ما ، الى أن يلقى حتفه على يد مجرم ، و هكذا....



ليست هناك تعليقات: